المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
روائع نزار قباني
قصص اطباء عانوا من نظام الاسد
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب أقلام حرة - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
هل أنا مصيب أو مخطئ
د عمر فوزي نجاري
هل أنا مصيب أو مخطئ عندما استمع – دون إرادتي- إلى كلام المتشدقين، أتماسك خوفاً من انطلاق سراح مشاعري والتعبير عما في قلبي، إذ يصعب ضبط النفس في مثل تلك المواقف، ولذا لابد من إطفاء شرورهم بماء الصمت؟! عملاً بنصيحة الجاحظ الذي عدَ التمسك بالصمت والحرص الشديد على السكوت في موضعه، مرتبة من مراتب البلاغة العربية. إلاّ أنّ المتشدقين ، وما أكثرهم في كل زمان، لا يعجبهم رأي الجاحظ، ولا ما نصح به لقمان الحكيم ابنه بقوله: (أي بني: إنّي قد ندمت على الكلام، ولم أندم على السكوت)، بل هم يواجهون النصح والرأي السديد بالتبرم والشعور بالغبن حتى ولو لم يتم البوح بهذا علناً، ذلك أنّ الصمت برأيهم يشعرهم بالعزلة وبفقدان دورهم في المجتمع من خلال تأثيرهم على الآخرين، مما يجعل- برأيهم – محيطهم يتخلى عنهم ويعزلهم عن كل المشاركات الاجتماعية فيزداد شعورهم بالمرارة عندما يعجزون عن الإجابة عما يُسألون عنه، فلا يأخذ أحد برأيهم، ونسوا أو تناسوا أن الدعوات المريبة إلى الكلام في غير مواضعه تودي بصاحبها إلى ما لا تُحمد عقباه ،ذلك أنّ غالب كلامهم لا يمكن سماعه كالماء النتن لا يُشرب، يجمع بين متناقضين صارخين (الصدق والكذب) كلام جميل في ظاهره ومر المذاق في باطنه، هم أصحاب الكلام المعسول ومبتسم الحديث، ألسنتهم تقطر عسلاً ونفاقاً، لا يفترون عن الثرثرة، ما إن تستمع إليهم حتى يخيب ظنك في المضمون الذي كنت تتوقع، فاكظم غيظك ولا تبدي الضجر. هل نحن مضطرون لمصانعة أمثالهم؟!، بالطبع لا!. ولكن ما علينا في مثل تلك المواقف سوى الصمت لأنّ الصمت هنا محمود، عاملين بقول أبو العتاهية: والصمت أجمل بالفتى ___ من منطق في غير حينه كل أمريء في نفســه ___ أعلى وأشرف من قرينه فالصمت المحمود يوسم صاحبه بالحكمة والتبصر، فكن كتوماً ضنيناً بالكلام ، تنطق الصخور ولا تتكلم، فلا تنبسط في كلامك، ولا تسرف، كن مهذب الطبع ذا رقة ولباقة وليغلب عليك الحياء وقلة الفضول. تساؤلات ووجهات نظر رأيت أن أجمعها وأبين رأيي فيها، طلباً لمزيد من المعرفة وسعياً وراء الحقيقة، ولعلي في الختام أُسَائل نفسي: هل أنا مصيبٌ أو مخطئٌ. _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
25/12/2020
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu