خلصنا إلى القول بأن الآراء متضاربة حول جميع هذه النقاط. لا أساس علمي لها. و العلاجات المقترحة قابلة للنقض.
كل هذا يدفعنا للبحث و التحري عن أسطورة الجنس السريع عند الرجل.
أن بحثنا بتاريخ القذف الباكر لا بد و أن نعثر على ما يرويه لنا هذا التاريخ من قصص متشابهة حول أمور أخرى ألا و هي الاستمناء و المثلية الجنسية.
على الرغم من اختلاف هذه التصرفات الثلاثة بمضمونها غير أن قالبا واحدا يجمعها.
يقول ريجان ترامبيله أن قصة كل من هذه التصرفات الثلاثة بدأت و سارت على نفس المنوال.
ففي بداية الأمر أتانا شخص متنفذ ذو سلطان manitou نصف فيلسوف ونصف عالم و قرر أن القذف الباكر و الاستمناء و المثلية الجنسية هي أمور مخالفة للطبيعة الإنسانية و للرغبة الربانية. و استنادا لهذا القرار انهمر ملايين الأشخاص بالعمل.
بالبداية انصرف الجميع بحثا عن الأمراض التي قد يسببها الاستمناء. و اخترعوا عددا لا يحصى من الأمراض التي لصقت بظهره.
ثم جاء من يقول أن المثلية الجنسية مكتوبة بالمورثات.
و تلاه من قال أن القذف الباكر هو ناجم عن نقص أو زيادة بهرمون.
و غيره....
فكانت المرحلة الثانية و هي البحث عن العلاج. بدءوا بالدوش البارد و انتهي البعض بالصدمة الكهربائية، مرورا بما هب و دب من كريمات مخدرة إلى الحبوب المعجزة.
بهذه اللحظة يمكن أن نعتبر المرضى بأنهم قد أنقذوا لان الطب هب لإسعافهم بشتى الوسائل. و تمت المحافظة على الأخلاق و الأدب لان الجنسانية يمكنها بتلك اللحظة أن تقتصر على الإيلاج، و لم تسبح بعد ببحر الانحراف و non errer dans des directions perverses بحثا عن المحرضات الجنسية الأخرى خارج نطاق التكاثر.
لم يتوقف التاريخ بهذه المرحلة، و هاهم الأخصائيين النفسانيين يسعون للإدلاء بدلوهم. و انهمروا بأبحاثهم لمعرفة سبب الذنوب الثلاثة هذه. و بدؤوا بإطلاق نظرياتهم التي تقول أن الأمر هو عبارة عن انحراف أو تشبث غير واعي بأمر أو بشيء. و بهذه الحالة، فان عدم الاهتداء إلى الينابيع العميقة للمشكلة التي توحي بها هذه الأعراض الثلاثة تشير الى مقاومة الشخص و بعدم اعترافه بتصرفه الأناني. روج النفسانيين بالبداية إلى أن القذف ليس اكثر من منعكس مكتسب. و بالتالي فقد اقترحوا تجاوز هذه العادة السيئة بالاسترخاء، أو بالضغط أو بمبدأ التوقف ثم العودة….. نفهم من كل هذا أن العلاج سيدوم أمدا طويلا إلى أن يأتي أحد آخر و يرسل نظرية جديدة كأن يقول نقطة انطلاق المشكلة هي سيرورة او مدرج اجتماعي مرضي processus sociopathologique و يقصد بهذا المشاكل التي يخلفها العمل الاجتماعي السيئ و الناجم عن بناء اجتماعي فوضوي mauvais fonctionnement social comme les contradictions inscrites dans une structure sociale anomique (Merton, 1930).
يذكر لنا التاريخ أنه و خلال حقبة من الزمن كان يفرض على الشبان الامتناع عن أي نشاط جنسي كوسيلة وحيدة من اجل تطوير الجنسانية. و بهذا الشكل فقد كانوا يعتبرون كل شخص يمنع عن نفسه الأفكار الشهوانية و يمتنع عن كل فعل مرتبط بها، يعتبر انه شخص سليم و قد نجح بتجنيس نفسه عندما يتقيد بكل هذه الممنوعات.
يقول ترامبيليه بأنه يلتقي بأهل فخورين بأن ابنتهم تحافظ على نفسها بأن تمتنع عن أي تصرف جنسي. و حتى أنها لا تفكر بالجنس قبل الزواج.
و لكن بالواقع ان هذا النوع من الانشراح الجنسي القسري غالبا ما يأتي على الفتاة بأشكال عديدة من المصاعب الجنسية الشخصية و إلى صراعات و نزاع جنسي داخلي.
عندما نأخذ بعين الاعتبار الأسباب الاجتماعية لسوء عمل وظيفة جنسية، فهذا لا يعني أننا ننفي الأسباب العضوية أو النفسانية.
الخلل المرضي البيولوجي لسوء عمل وظيفة جنسية يعادل و يوازي الخلل المرضي النفسي للوظيفة النفسية.
نخلص من هذا للقول بأنه لا يمكن أن ننظر للمعطيات العلمية بمنظار اجتماعي.
ان أردنا معرفة سبب هذه المفارقات الاجتماعية، من الأفضل ان نوجه النقد الموضوعي إلى القيم التي تسيطر عليها و توجهها، من غير المنطقي أن نقوم النقد بتقييمها علميا.
نخلص للقول بأن أخصائي الجنس، قد يطرح على نفسه الأسئلة المنطقية بمكانها، و يجيب عليها عندما يفكر بالجنسانية بشكل عام. و لكنه سيبقى عاجزا ببعض الحالات عن إدراك و تقبل المفارقات التي تفرض نفسها لدى معالجة بعض المشاكل، ربما يعود هذا إلى ميوله العاطفية، ولتشبثه باسلوب تفكير الوسط الذي يعيش به.
هذا ما أشار إليه Reich (1972) منذ عشرات السنين. اذ قال انه يحذر قبل كل شيء من نفسه عندما يحاول تفهم الجنسانية الإنسانية. عندما يحاول المعالج الجنسي البحث عن الحل بأي ثمن قد يبتعد عن المبادئ العلمية. و هكذا نراهم ينهمرون بالإشارة على الأخطاء الجنسية ولكنهم لا يلبثوا أن يستسلموا أمام الضغط الاجتماعي الذي يحيط بهم أو أمام المطالبة المصرة من قبل المرضى.
عل سبيل المثال، نذكر بأن فرويد عندما بدأ بتحليل أسباب المشاكل الجنسية صرح بأن الشخص الذي يعيش دون جنسانية هو كائن مكبوت، و لكنه و تحت ضغط الكنيسة "بدون شك"، خفف من موقفه و ادعى أنه يمكن الترفع و السمو على الجنسانية. تجنب بهذا الادعاء تنافره مع المشاعر الدينية التي كانت تسود بعصره.
بهذا الشكل، تقبل المجتمع فرود و لكنه لفظ رايش Reich الذي بقي متمسكا بالمبدأ الأولي لفرويد.
فقد كان رايش أثناء دراسته للرعشة يؤكد أن الحاجة تخلق ضغطاَ، و هذا يتطلب بشكل ضروري ان يفرغ و يطلق، و لا يمكن بأي شكل من الأشكال الترفع عنه.
سار ماستر و جونسن على نفس المنوال. فمن جهة نراهم يرفضون نظريات فرويد حول أهمية الرعشة التي تأتي من الجماع المهبلي و التي كان فرويد يعتبرها دليل على النضج الجنسي. و من جهة أخرى أظهر Masters et Jonhson أن البظر يبقى، من الناحية الفيزيائية، المركز الرئيسي للمتعة عند المرآة. و أن المهبل قليل الحساسية تجاه التحريض الجنسي. و هذا ما أكده القسم الأعظم من النساء اللواتي تجرأت على التعبير عن الأمر بحرية تجاه الأجوبة الجاهزة التي كان الرجال يتحضرون لها. و لكن و رغم ذلك، لم يستطع ماستر و جونسون مقاومة الضغط الاجتماعي الذي دفعهم للبحث عن الحلول الكفيلة بمواجهة القذف الباكر، و لكي تستيطع المرآة الوصول إلى الرعشة أثناء الجماع المهبلي.
من جهة يثبتون أن مصدر الرعشة الأساسي هو البظر و من جهة أخرى ـ تحت ضغط المرضى و المجتمع ـ يبحثون عن الحل للوصول إلى الرعشة المهبلية.
سار العديد من أخصائيي الجنس على نفس المنوال بحثا عن الرعشة المهبلية. فمن ناحية نراهم يحاولون إزالة الخداع و محاربة الوهم Démystifient حول حساسية المهبل و إمكانية الحصول على الرعشة من الجماع المهبلي، نراهم بالمقابل يقومون بالعديد من الأبحاث حول النقطة ج التي تتوضع على مدخل المهبل (Grafenberg, 1950).
فالضغط الاجتماعي يصر على القول أن النموذج الجنسي الطبيعي يجب ان يشمل الإيلاج.
كل هذا التناقضات، لا بد من أن تشير إلى المعتقدات القديمة التي تروج أن المتعة التي يجلبها الإيلاج هي أقوى و أكثر كثافة و أتم من باقي أشكال المتعة التي تخلفها المداعبات.
التشبس بهذه المعتقدات ليس أكثر من مخلفات للفكرة القائلة بأن العملية الجنسية يجب أن تنصب بشكل مباشر على هدفها المرسوم و هو الإنجاب. و على هذا فان كل خلل يربك هذا المبدأ الذي يربط الجنس بالإنجاب سينظر له نظرة سلبية.
و ينساق غالبية المعالجين و كأنهم لا يستطيعون التخلي عن هذا النموذج الذي يربط الجنسانية بالإنجاب. فقد غمرتهم هذه المبادئ لفترة طويلة.
على نفس المنوال
احتج ماستر و جونسن على مبدأ وصول المرآة إلى الرعشة بشكل متزامن مع القذف عند الرجل. و قالا أنه من الصعب جدا الوصول لهذا الأمر من الناحية الفيزيائية و الفزيولوجية. و لكن، و بالمقابل، تكرست طرقهم العلاجية على مبدأ تأخير متعة الرجل ريثما تصل المرآة إلى متعتها قبل شريكها، و من الأفضل بنفس الوقت، و لتعقيد الأمر، بفضل الإيلاج المهبلي.
على الرغم من أن أخصائيي الجنس بزلوا مجهودا كبيرا للادعاء بأن الرجل غير مسئول عن متعة زوجته، غير أنهم و من الناحية العملية، عندما يعرفون القذف الباكر، يقولون أن الرجل يجب ان يرضي شريكته بـ 50% من عدد مرات الجماع.
على نفس المنوال، اقترح ماستر و جونسون مبدأ يقول بأن الإنسان يعطي بقدر ما يستقبل. و لكن من الناحية التطبيقية، يخالفون أنفسهم عندما يعالجون القذف الباكر بمبدأ تعليم الرجال كيفية إرضاء شريكاتهم، و يقترحون لهذا الهدف طرق يستحيل تطبيقها من اجل الوصول الى أهداف وهمية. بهذا الشكل يبقى البشر بحالة غير متوازنة يمكن أن نعرفها بأنها فوضوية.
le plaisir rapide: une question de conception de la sexualité
المتعة السريعة: إحدى مفاهيم الجنسانية الإنسانية
يقول ريجان ترمبليه، انه التفت إلى ما كان يروج له واحد من علماء الاجتماع يدعى Durkheim فقد كان يقول: من أجل التحري عن العلاقات الخاطئة بتحليل وضعية معينة، يلعب الضابط المتنوع variable contrôle دورا مهما. بهذا الشكل فقد اختار النساء ك "ضابط متنوع" لدى دراسة أسباب الانتحار. فهو يقول: لا يمكن إثبات أن الصراع الاجتماعي هو فترة لا يميل بها الكائن البشري إلى الانتحار، فعندما يذهب الرجال إلى الحرب، يمكنهم أن يتبنوا بساحة القتال سلوك انتحاري يمر دون أن ندرك به، و ذلك على العكس من الشخص الذي يشنق نفسه و الذي لا يمكنه أن يخفي رغبته بالانتحار.
يقول ريجان ترامبيله بأنه عندما قرأ نظريات دروكهايم جاءته فكرة ترجمة القذف السريع بالمتعة السريعة و دفعه هذا لتأنيث هذه المشكلة....
لنتصور ماذا سيحصل لو جاءت امرأة يوما ما لعيادة المعالج و تعترف بخجل قائلة " احصل على متعتي دوما قبل زوجي، هل يمكنكم شفائي؟؟ "
يقول ريجان ترامبلية مستهزئا من هذه المفارقة:
كيف يمكن أن نتصرف معها. هل نقنعها أن الأمر هو مشكلة نفسانية مرضية تعود إلى طفولتها، أم أن الأمر هو عبارة عن منعكس جنسي لا يمكن السيطرة عليه بفترة زمنية أقل من دقيقة من حركات الذهاب و الإياب، أو أنها لا ترضي شريكها بأقل من 50% من الحالات......
و بالنتيجة هل ننصحها بأنها يجب أن تضغط على البظر حتى تتعلم كيف تسيطر على نفسها، أو هل ننصحها بالمراهم المخدرة حتى يتناقص إحساسها بالمحرضات الجنسية؟؟؟.
هذه المفارقات تدفعنا للتساؤل حول مفاهيم دور الرجل و المرآة بالعلاقة الجنسية. و حول ما هو طبيعي و لا بد أن يدفعنا الأمر للتساؤل حول مختلف القيم التي تحكم هذه الأدوار.
أن قلبنا هذه الأدوار و افترضتا أن المرآة هي المصابة بمشكلة المتعة السريعة فأن عشرات الأسئلة تطرح نفسها بقالب آخر يظهر مدى التناقض
1ـ لماذا قررنا أن المرآة هي المسئولة عن متعة الرجل؟
ـ لماذا يشعر الرجال بأنهم مرتبطون بالنساء من أجل الحصول على المتعة؟.
ـ بحال كون الأمر تقاسم مشترك، لماذا تكون هي أكثر مسئولية من الرجل؟
ـ كيف لنا أن نتدبر الأمر عندما يتطلب منا الأمر تقاسم أشياء أخرى خارج نطاق الجنس؟
2 ـ كيف لنا أن تثبت بأن متعة الرجل يجب أن تتوقف عندما تصل المرآة إلى الرعشة.
ـ لماذا تنام و تنهي العلاقة الجنسية بعد الرعشة؟
ـ لماذا ستشعر بالذنب أن لامها الرجل لكونها لم تنتظره؟
3 ـ هل يمكن أن نتبنى الفكرة القائلة بأن الجنسانية تقتصر على ما هو تناسلي؟
ـ لماذا لا يمكنها أن تتابع مع شريكها عدة دقائق أخرى ليحصل على متعته عندما يجف مهبلها من مفرزاته، و ينكمش بظرها؟؟
ـ هل يشترط عليها الوصول الى الرعشة مع شريكها لكي يقال عنها أنها تشارك.؟
ـ كيف عليها أن تتصرف لكي تصل إلى الرعشة بنفس الوقت مع شريكها؟
ـ ان توقفت عن إظهار متعتها بعد وصولها للرعشة، هل سيسبب ذلك منع الرجل من المتابعة حتى يصل هو بدوره إلى رعشته؟؟؟.
عندما نعجز عن الإجابة على كل هذه المتناقضات يمكن أن ننتبه إلى الرؤية الخاصة بالجنسانية التكاثرية و التي ترتبط بثلاثة عناصر
ـ المسؤولية
ـ الاقتصار على الناحية التناسلية
ـ التزامن بالرعشة
أن حاولنا أن نقارب الجنسانية بشكل إجمالي سنرى أننا سنشكك بكل الأساسات التي ترتكز عليها مشكلة الجنس السريع عند الرجل، و سنكتشف أن الجنس السريع عند المرآة لا يعتبر تصرف مرضي لأننا ننظر إليها بهذا النطاق بشكل متكامل بدل من أن ننظر إليها بشكل يقتصر على الناحية التناسلية.
من الناحية العلمية، يجب أن نثبت المقتضيات و الدواعي قبل أن نبدأ بتحليل المشكلة. فأي تصرف جنسي حتى يمكن اعتباره كحالة مرضية نفسانية يشترط به أن يكون و فقط يكون
exclusif, compulsif, allo-destructeur, et auto-destructeur
و لكن أخصائي الجنس لا ينظر إلى القذف المبكر بنفس المنظار الذي ينظر به إلى باقي التصرفات الجنسية. و بنفس الخصائص المذكورة أعلاه. فالقاذف الباكر يدمر نفسه بسبب الشعور بالذنب الذي يقتله. و نادرا ما يبحث عن تدمير الغير. و هو حصري لكونه يبحث عن متعته التناسلية دون مقاسمة. و هو قسري و إلزامي برغبته السيطرة على نفسه و حبس القذف.
و يمكن أن نقول نفس الشيء عن الشريكة.
و بهذا الشكل فان تحليل المشكلة كان خطئا منذ بدايته.
يقترح ريجان ترامبليه أن نراجع مشكلة القذف الباكر من البداية، و هذا يعني التشكيك بمعتقداتنا الجنسية.
لنناقش المسلّمات أو الفرضيات الثلاثة التالية
1 ـ المقاربة الإجمالية للنظريات الجنسية La globalité de l'approche sexologique
لن يكون لتحليلنا للمشكلة أي قيمة ان لم يأخذ بعين الاعتبار مبدأ الإجمالية هذا، فجميع الأفعال و الأحداث، سواءَ أكانت بيولوجية عضويةـ أو نفسانية ـ أو اجتماعية،،، يجب أن تقود إلى نفس الخلاصة، و لكن و للأسف، فأن أغلب أخصائيي الجنس يقولون أنهم يوافقون على ملزمات الإجمالية، و لكنهم يبتعدون عنها على أرض الواقع كما سنراه فيما بعد.
هذه الأوجه المختلفة لنفس الهدف تعطينا معلومات متممة يجب أن تكون متماسكة و مترابطة consistantes et cohérentes من الأمثلة على هذا يمكن أن نناقش الاستمناء، أي ممارسة العادة السرية. فقد دُرس هذا التصرف كثيرا و لفترات طويلة استنادا إلى النموذج الطبي لوحده. و هكذا فقد الصق بظهر هذه الممارسة الانفرادية جميع مآسي الأرض، بحين أنها بالواقع ليست أكثر من وظيفة تتطلب إفراغ عضلي، و من الناحية النفسية تتطلب تطور أو تعليم على الرغبة بالآخر. و بالمجال الاجتماعي تبقى هذه الممارسة ضرورية من أجل التواصل الجنسي بين الشركاء
2 ـ وحدانية الارتكاسات الإنسانية L'unicité des réactions humaines
ردة الفعل الجنسية هي جواب إنساني لا يختلف عن أي وظيفة أخرى من وظائف الجسم. و آليته مشابهة لجميع أجوبة الجسم البشري. يرتكز على مبدأ : تحريض ـ جواب
هذا ما نراه من الجدول التالي
مهما اختلف نوع المحرض، فالإجابة ستأتي من نفس العضو، و ما يقوم بالإجابة بشكل خاص هم: عناصر القلب، الأعضاء، جهاز التنفس، و الجهاز العصبي النفسي.
نقطة الانطلاق لمحرض جنسي قد تكون متنوعة. و يمكن أن تشارك بذلك جميع الحواس. و عندما يحاول احدنا السيطرة عليه سيؤدي الأمر بدون شك إلى نقصان درجة الإحساس أو ضياعه.
و قد أظهرت العديد من الأبحاث العلمية أن إمكانية السيطرة على ارتكاس أو التحكم بالرد على منعكس إنساني هو أمر من شبه المستحيل. و كثافة الرد و شدته ترتبط بشكل بياني بكثافة و شدة الفعل الذي يؤدى إليه.
على سبيل المثال: يستحيل التحكم الإرادي برغبة الجوع/ كأن نكون مرة نشعر بجوع قليل، و مرة بنصف جوع و هكذا دواليك. من المعروف أن قراءة كتاب يتحدث عن فن الطبخ قد يؤدى أو لا إلى منعكس إفراز اللعاب. كثافة هذا الرد مختلفة لا يمكن التحكم بها.
أيضا على سبيل المثال، أن أراد احدهم التحكم برده الجنسي، فلن يفيده أن ينظر إلى شريكته بعين واحدة، أو بشم رائحتها بأنف واحد. فالنظرة ستجلب جواب، و من المستحيل التحكم بالارتكاس الذي تولده هذه النظرة.
و لكي نحاول السيطرة على الرد، ينبغي محاولة التخلص من المحرضات بالنظر إلى مكان آخر أو بالتفكير بشيء آخر، و يكفي أن نتخيل إي متعة نحصل عليها بعدم النظر إلى الشريكة أو بعدم الإحساس برغبة الأخر.
أمامنا إذا مبدأين
1ـ المقاربة الإجمالية لعلم الجنس
2ـ وحدانية الارتكاسات الانسانية.
تطبيق هذين المبدئين قد يمكّننا أن ننظر إلى القذف الباكر بشكل متكامل
تحليل خرافة المتعة السريعة عند الرجل Analyse du mythe du plaisir rapide chez l'homme
أكد لنا كنسي، و منذ عام 1954، أن المتعة السريعة لا يمكن أن تكون ثغرة بيولوجية. لنتصور مثلا أن رجلا ما يداعب شريكته، و تصل هذه الشريكة بعد فترة قصيرة إلى الرعشة، من المؤكد أنه سيعتبر نفسه الرجل الأمهر على وجه الأرض. و سيعتبر هذه المرآة متوازنة بفكرها و بجسدها. بهذه الحالة تصبح المتعة السريعة عند المرآة علامة غنى و يعطيها قيمة كبيرة. و لكن لماذا لا يمكن للعكس أن يكون صحيحا؟؟
لا بد و أن يأتي يوما ستطالب به النساء بهذا النموذج، و قد تقول يوما "لا يوجد ألذ من تُمتع المرآة شريكها إلى أن يقذف ثم تحصل هي على رعشتها بعده".
لا يوجد شيء يبرر أن هذا الأمر محصور بالرجال. و لا بد أن يأتي يوما يلتقي به الرجل بمثل هذه المرآة ستقدر له متعته السريعة بقدر ما تقدر متعتها الشخصية. سيعتبر نفسه بهذه الحالة بأنه قد انتصر على القذف المبكر و لم يعد بحاجة لحبس رغبته. و بالوقع، فان وصول المرآة إلى الرعشة قبل شريكها سيجعلها تعطي هذا الشريك قيمة كبيرة و قد يصل بها الأمر لان تشكره على المتعة التي حصلت عليها، و لن تشعر هي بالذنب ان سبقته. و سيبدو لها أن مرافقة شريكها إلى متعته بعدها سيكون بالنسبة لها كمتعة رقيقة، و جميلة، و بعد رعشتها سيتناقص توترها، و ستعترف به كوسيلة للمحبة. و بأن دوره هو دور طبيعي متمم.
يمكن للرجل أيضا أن يتعلم على هذه المتعة الرقيقة. شرط أن لا يشعر بالذنب، و هذا حقه. فمتعته لا تقتل نعومته. هذه المتعة لا تنقص من تكامله الجنسي مع شريكته شرط أن يرافقها إلى رضائها.
لنتخيل يوما تحصل به المرآة على رعشتها قبل الرجل، مما دفع الرجل إلى التخلي عن رغبته بالبحث عن القذف… من المؤكد أنها ستشعر بالخيبة و ستسأله ماذا جرى، و ستسأل نفسها "هل توقف عن محبتي؟؟" أم هل أصبح مصاب بالعنانة و فقد مقدرته الجنسية… و ما إلى هناك من أسئلة.
هذه الفكرة التي تنص أن على المرآة أن تسبق شريكها لكي تكون المشاركة الجنسية متعادلة ليست الفكرة الوحيدة التي تدعم القذف الباكر.
و لا يخلو الأمر من خرافات أخرى. و يمكن بسهولة للمعالج أن يلاحظ الآثار الضارة عند مرضاه و الناتجة عن التعارض الدائم بين الرعشة المهبلية و الرعشة البظرية. لا ننكر الفائدة التي يمكن أن نجنيها من مختلف الدراسات التي تتحرى عن النقطة ج و عن حساسية جوف المهبل، و لكن المشكلة أن نتائج هذه الدراسات يتم تفسيرها بشكل سيء من قبل القراء، و قد نتساءل لماذا لا نبحث أيضا على النقطة الأكثر حساسية على قضيب الرجل؟
إن الرعشة هي خلاصة مجموعة متوالية من المنبهات و المحرضات التي نشارك بها كل الحواس. اللمس الموضعي ليس أكثر من واحد من الحوافز التي تثير الفكر. و بجميع الأحوال، تقر غالبية النساء بأن تحريض البظر، من بين جميع مناطق الجسم، هو أكثر الحوافز المحرضة للمتعة الجنسية.
و أساس هذه الملاحظة يرتكز على كون البظر غني جدا بالنهايات العصبية و بشكل يفوق المهبل من بعيد. هذا الأمر لا يتعارض مع رغبة المرآة بالإيلاج و التي يولدها تحريض البظر.
تأمل المرآة الحصول على نفس المتعة البظرية بتحريض المهبل، و لكنها قد تشعر بخيبة الأمل عندما يتوقف تحريض البظر لدى تركز العلاقة الجنسية على المهبل.
و بهذا الشكل، لكي تتمم المرآة ما ينقصها من المحرضات الفيزيائية نتيجة نقص حساسية المهبل، تحتاج لأن ترافق الإيلاج مع خيال جنسي مبدع أو استيهام "فانتازم"، أو باللجوء إلى مصادر أخرى من المحرضات.
المهبل لوحده لا يسمح للعديد من النساء بالوصول إلى الرعشة أن لم يترافق تحريضه مع الخيال الجنسي و مع التوتر الجنسي الذي يرافق نظم العلاقة الجنسية و تردد حركاتها، و بالمقابل، لا يصل الرجل للقذف سوى نادرا عندما يقتصر الأمر على تحريض القضيب، فهو أيضا يحتاج إلى عديد من المشاعر التي تغزو جسده، من مشاعر المحبة إلى الشاعرية و يحتاج إلى الفانتازم و الخيال الجنسي.
عندما نعرف كيف يتمر التمييز الجنسي، منذ الحياة الجنينية للإنسان، قد يساعدنا هذا على تفهم مشاكل القذف الباكر. فمن المعروف أن جميع الأجنة بالبداية مؤنثة، و لدى تطور الجنين المذكر، ينحرف تمييز الأعضاء التناسلية لكي يصبح مذكر، بينما يتابع الجنين المؤنث تطوره على نفس المنحى. عند الذكر ينقلب المبيض، والبوق و الأشفار الكبيرة لتعطي الخصية و كيس الصفن و الأقنية الدافقة. بحين يتحول البظر إلى القضيب. و جميع هذه الأماكن لها نفس الحساسية. مما يفسر أن حساسية البظر عند المرآة تعادل حساسية القضيب.
الانتقال من تحريض البظر إلى تحريض المهبل عند المرأة قد يكون مخيبا للأمل frustrant و من اعتادت أن تداعب نفسها، بالنادر ما تلجأ إلى مداعبة مهبلها عندما تكون لوحدها، و لكن فور ما تلتقي بشريك نراها تبحث عن المداعبة المهبلية. و لا تعي النساء لهذا التناقض.
يمكن للرجل أن يتفهم هذا الفرق بالإحساسات عندما نقارن الحالة بما قد يحصل عنده. فلو فرضا أنه بدأ بتحريض رأس القضيب ـ و هو أكثر المناطق حساسية. ثم أتت شريكته لتحرض له الخصيتين او قاعدة القضيب. أي عملت كما تتصرف مع نفسها. سيكون جواب الرجل مختلفا، و سيرجع ليطالب بالعودة إلى تحريض المناطق الحساسة، على العكس من شريكته التي انتقلت من البظر الحساس لوحدها إلى المهبل الأقل حساسية مع شريكها..
لو تركت الشريكة تحريض المنطقة الحساسة بالقضيب إلى تحريض المنطقة الأقل حساسية، لن يتمكن الرجل من الشعور بالمتعة و لن يقذف إلا إن حاول مرافقة ذلك مع الخيال الجنسي أو مع المحرضات الأخرى.. عندما يفهم الرجل هذه النقطة، سيعود و ليطبقها على شريكته، أي انه سيعود إلى بظرها لكي تصل هي إلى رعشتها. المهبل لا يحوي ما يحويه البظر من نهايات حسية. و تحريضه لوحده لن يكفي للوصول إلى الرعشة. و لهذا يمكن أن نفهم لماذا تجيب المرآة بشكل أبطئ من الرجل لدى الجماع المهبلي. كل هذا بشكل عام، فالمداعبة الجنسية ليست سوى عنصر من العناصر التي ترافق المتعة الجنسية.
المهبل نفسه قليل الحساسية، و الدليل أن مرور الجنين أثناء الولادة غير مؤلم، و لكن المرآة عندما تقوم بحركات الشد و الكبس "الحزق" تشعر بالألم الحاد.
و من المعروف أن العضلات التي تتوضّع على مدخل المهبل هي أكثر حساسية مما هو بداخل المهبل. رغم ذلك تبقى اقل حساسية من البظر.
و لكن لنلاحظ بأن المهبل مثله مثل أي جزء آخر من الجسم قليل الحساسية. يمكن ببعض الحالات أن يصبح أكثر حساسية..
لنأخذ على سبيل المثال راحة الكف. فهي بالعادة قليلة التعصيب و بالتالي قليلة الحساسية مما يسمح باستعمالها للمس و استعمال مختلف الأدوات و حتى مسك الأجسام الساخنة.
و لكن هذه اليد القليلة الحساسية، عندما تمسك بيد شخص نحبه تولد إحساسات جنسية أكثر إثارة. هذا الأمر ناتج عن أننا تعلمنا أن نعطي للتلامس اليدوي رمز خاص و شاعرية تولد أحساسات جنسية خاصة و بذلك يمكن أن نأخذ شكلا خاص من المتعة.
و على نفس المنوال، يمكن للمرآة التي تعلمت أن تعطي لمهبلها رمزا خاصاَ، يمكنها أن تأخذ متعة خاصة لا تعتمد فقط على اللمس و التحريض الموضعي. إن تعلمت المرآة منذ نعومة أظفارها أن تضع إصبعا بمهبلها و هي تتخيل لقاء عاطفي. أو بشد عضلات المهبل وإغلاقه ثم فتحه، و ترفق مع ذلك حركات التنفس و التأوهات، قد تنثار كثيرا و تصل لدرجة الرعشة بفضل هذا الإيلاج المهبلي.
و عندما لا تتعلم المرآة كيف يمكنها أن ترافق المتعة المهبلية بطريق أخر للتحريض غير الإيلاج المجرد، قد تلاقي صعوبة بالوصول إلى الرعشة، و ذلك حتى لو استطاع الرجل المحافظة على الانتصاب لفترة طويلة.
لنلاحظ إذا هذا الاختلاف الفيزيولوجي: تأخذ المرآة متعتعها بأن تشرك مع الإيلاج كل حواسها. بينما يبحث الرجل من طرفه على الإيلاج لأنه يثير و يحرض المنطقة الأكثر حساسية عنده. و بسبب هذا الاختلاف تتنوع الفترة اللازمة للوصول إلى الرعشة.
يحتاج الرجل عادة و بشكل متوسط للوصول إلى 3 دقائق من اجل القذف بعد الإيلاج. بينما قد تصل هذه المدة عند المرآة إلى 10 ـ 15 دقيقة، إن كانت قد تعلمت على كيف تعوض عن خيبتها و حرمانها من المتعة frustration بعد توقف التحريض البظري الكثيف.
لا شك بأن الفكرة التي تروج عن توقف متعة المرآة بعد قذف الرجل تلعب دورا كبيرا بالقذف المبكر. لأن هذا يعود إلى تأكيد فكرة التزامن بين القذف و الرعشة. و ما يليه من احتباس و حرمان و مطالبة.
و لدى إجراء استطلاع للرأي عند مجموعة من الفرنسيين تظهر لنا الأرقام بان الأفكار البالية لا تزال متشبثة بالعقول، تظهر هذه الأرقام بان 81% من الرجال و 67% من النساء يعتقدون بأهمية الوصول إلى المتعة بشكل متزامن.
كما يعتقد 73% من الرجال و 56% من النساء بأهمية أن يدوم الإيلاج لفترة طويلة، من هنا ترى بأن الرجال يبحثون أكثر من النساء عن الأداء Performances و النتائج.
تظهر المفارقة بالنتائج عندما نستجوب كل من الرجال و النساء على حدا، إذ يصرح نصف عدد الرجال بأهم يصلون غالبا إلى القذف بشكل متزامن مع رعشة الشريكة. و لكن هذا ما نراه فقط عند 2|5 من النساء نفس المجموعة.
ان هذا يحصل مرة من بين كل لقائيين جنسيين. و لكن و بالمحصلة، يبدوا أن الرجل يصل إلى متعته قبل شريكته بأكثر الحالات. التعلق بهذه الأهداف و المبادئ لن تمر دون أن تترك حالة من الحرمان و من الخيبة لدى الطرفين.
اللغة الجنسية لا تقتصر على الناحية التناسلية. تماما كما هي حالة لوحة موناليزا التي لا تعبر عن كل فن الرسم، و لا أي سمفونية لشوبان لا تعبر عن كل المشاعر الموسيقية. المرآة لها حق بالمتعة الجنسية، و لكن أن يصل الرجل قبلها أو بعدها أو بنفس الوقت ليس له هذه الأهمية أن استطاع الاثنين تقاسم المتعة و تفهم كل منهما لمتعة الأخر بدون حرمان و لا خيبة أمل.
الاختلاف بالرأي موجود منذ الأساس، و هذا يدفعنا لأن نرفض الفكرة القائلة بأن وظيفة التكاثر هي وحدها القادرة على التعبير عن اللغة الجنسية. ما يميزنا عن الحيوانات أننا قادرين على تطوير جميع الوظائف البيولوجية لأي لغة، سواء أكان هذا وظيفة المتعة أو التواصل مع الغير أو الروابط التجارية و السياسية. و رغم أننا ندرك هذه الحقيقة بشكل واعي. إلا أننا نفضل بشكل غير واعي نموذج الجماع "مهبل و قضيب" من أجل الحصول على المتعة الجنسية و نهمل الحقيقة بأنه يوجد ألف طريقة لنقول "احبك".
يمكن للرجل أن يتصرف بأكثر من طريقة بعد أن يحصل على متعته كي يعطي لشريكته فرصة الوصول إلى متعتها. و كذلك المرآة، أمامها طرق أخرى للمتابعة إن وصل الرجل قبلها إلى متعته. النعومة و الرقة tendresse ليست محصورة بالمرآة بعد القذف.
بسبب هذه المبادئ الثلاثة
== مسؤلية الرجل
== الاقتصار على الناحية التناسلية
==التزامن
يدخل الرجل بمسار السيطرة و الشعور بالذنب كما نرى بالمخطط التالي
فالرجل السريع هو شخص يحاول باستمرار أن يحتبس القذف. و عندما تقترب لحظة الإيلاج، يركز كل انتباهه لكي يؤخر القذف. لا يوجد أي رجل يعتبر نفسه قاذف باكر قادر على أن يفكر بمتعته أو بالمتعة التي يعطيها لشريكته. فيغزوه الشعور بالذنب لأنه لا يستطيع أن يكون على مستوى الدور الذي أعطاه لنفسه بالعلاقة الجنسية. و يخاف من يكون محط السخرية، أو أن تتخلى شريكته عنه بسببه. و بالنتيجة، كلما ضاعف انتباهه على تهيجه، كلما يزيد إحساسه بهذا التهيج بقضيبه. و لتجنب هذه سيوتر كل جسمه. و لكن هذا التوتر ستكون نتيجته بأغلب الحالات انه سيسرع من ارتكاسه و سيتزايد تسرع صعود التوتر الجنسي. و هنا و بالكاد يضع قضيبه بالمهبل سيفقد كل مقدرته على الاحتباس. فكلما حاول الاحتباس كلما سرّع من الارتكاس ووصل إلى مرحلة القذف.
ما قد يحصل عند من يعتبر نفسه قاذف باكر انه يصل لمرحلة تغلب بها رغبته على السيطرة و ترتفع فوق رغبه على الاحتباس. فيحاول أن يفكر بشيء أخر خارج نطاق الجنس لدرجة قد يصل بها لتثبط جوابه الجنسي، و يصبح بذلك عاجزا عن المجامعة.
و بهذا الشكل فان تزايد مطالبة المرآة بالحصول على متعتها قبل شريكها. تتزايد معها سرعة الرجل. و عندما تشجعه بالسيطرة على نفسه فهي تدفع به نحو العجز الجنسي الثانوي.
تؤثر المتعة السريعة بشكل ديناميكي على الزوجين. و هذا التطور يدفع المرآة نحو فقدان الرغبة و حتى فقدان المتعة لأنها لم تعرف الرعشة و لم تصل إليها سوى نادرا. فتعتقد نفسها أنها غير طبيعية و مصابة بانعدام الرعشة. و عندما يستمر الأمر و تتفاقم الحالة على مدار السنوات، يُخلق التوتر بين الزوجين و ينفصلا أو يبحث كل منهما على شريك آخر بعد أن تفتر مشاعر المحبة بينهما.
Démystification du plaisir rapide
التخلص من أسطورة المتعة السريعة.
هذا المرض الجنسي الاجتماعي يحثنا على اقتراح الخطوات العلاجية التالية:
1ـ شرح الوظيفة الجنسية و التشريح الجنسي المتميز بين الذكور و الإناث.
2ـ أخراج العلاقة الجنسية من الحيز التناسلي.
3ـ تحقيق المساواة بالعلاقة الجنسية بين الزوجين بأمرين
== مساعدة الرجل للتوقف عن بزل أي مجهود إضافي للسيطرة على منعكساته.
== مساعدة المرآة على تقبل حقها بالمتعة و بالبحث عنه.
على الرجل أن يتعرف على متعته دون أن يحاول السيطرة عليها و دون أن يُشعر نفسه بالمسؤولية. و أن يعطي شريكته حقها و يظهر لها ذلك. و على المرآة أن تستقل بفكرها و بقلبها و بجسمها. و أن تبحث عن متعتها بقدر ما ترغب بدون حرمان أو خيبة أمل، و أن تظهر حقها الجديد هذا بالمتعة لشريكها.
هذا الشكل الجديد من العلاقة الجنسية دون البحث عن الأداء، يسمح بالتخلي عن كل النماذج المسبقة والأدوار الجنسية المتميزة stéréotypes et rôles sexuels différentiels و يسمح بإسقاط كل المحظورات tabous و بالمقابل موقف المرآة التي تبحث عن تأخير متعتها او السيطرة عليها، يعتبر مخالف و غير مقبول، و يقول لها شريكيها: لا تفعلي هذا، استرخي و أطلقي عنانك، اتركي متعتك تأتي عندما تريد.
المرآة التي تطلب من شريكها أن يسيطر على متعتعه لا تستوعب غالبا، أنها لا يمكن أن تطبق هذا الأمر عليها نفسها.
على المرآة أن تطالب بحقها بالمتعة دون أي اعتبار للحظة التي تأتي بها. حتى و لو وصلت إلى الرعشة قبل الإيلاج، فهذا لا يشكل أي عقبة.
من الناحية النفسية، على من يعتبر نفسه قاذف باكر أن يتعلم على عدم السيطرة و عدم الاحتباس كما يفعل عفويا بكل نشاط أو ارتكاس يجلب له المتعة بحياته اليومية.
و من يطبق على نفسه الطرق التي اقترحها ماستر و جونسون بالضغط على قاعدة القضيب، تصل به ثقته بهذه التقنية لدرجة أنه ينسى بأن يحتبس. وصوله لهذه المرحلة يعلن عن بداية التغيير. لأنه ببساطة بدأ بالتعلم على عدم السيطرة. و شرط نجاح هذه الطريقة العلاجية هو تتقارب مختلف خطواتها.
لحل مشكلة القذف المبكر يتطلب الأمر إعادة تأهيل طريقة التعبير عن الجنس و الاستفادة من هذا خلال ما تكتسبه لغة الجسم و الاحساسات للشريكين. هذا الأمر يمكن أن يلفت نظرنا، عند الشريكين، إلى كل المشاكل و المصاعب التي تمنع التعبير عن المشاعر و الاحساسات الجسمية و الخيال المبدع و التي تفسر بدورها السبب الذي يكمن خلف فقدان الاهتمام بالشريك و ربما كان هذا يختبأ خلف القذف المبكر.
الخلاصة
للتخلص من مشكلة القذف المبكر، يجب استعادة التعادل بالعلاقة الجنسية بين الشريكين و التخلص من مبدأ التزامن بين الرعشة و القذف. و بمسؤولية الرجل و بالابتعاد عن التركيز على الناحية التناسلية.
لا يمهم من يصل إلى رعشته قبل الآخر و لا بأي طريقة. بل المهم هو إظهار مشاعر النعومة و المحبة و الصداقة بين الشريكين.
يقول ريجان ترامبليه بأن تعريفه للقذف الباكر يقتصر على الصعوبة بالحصول على العلاقة الجنسية المُرضية و التي تسر الشريكين الذين يربطهم تواصل عاطفي.
و بالحقيقة، فإن المتعة السريعة عند الرجل غير موجودة و هي ليست أكثر من خرافة. هذا ما يبدو من تحليل المشكلة بشكل منطقي و هذا يجعلنا نعيد النظر بأصل المشكلة، ألا و هو طريقة تكوين الإنسان و جنسانيته.
من خلال جميع المراحل التي مررنا عليها لدراسة مشكلة القذف المبكر يبدو واضحا كيف أن المصاعب الجنسية يمكنها أن تسبب الخلافات الزوجية.
و بالمقابل، فان التوتر بين الزوجين قد يكون بدوره مسببا لعدم التوافق الجنسي بين الزوجين. و لا يمكن لأي خطة علاجية أن تنجح إن لم نأخذ هذه الخلافات الزوجية بعين الاعتبار.