المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب أقلام حرة - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
جيش( الرّب) مرّ من هنا
الدكتور عمر فوزي نجاري
جيش( الرّب) مرّ من هنا في العصور الوسطى ومع تنامي ظاهرة التطرف الديني الموجه من قبل الكنيسة وبدعم من الإقطاع الأوروبي وقتذاك, عانى المسيحيون الأورثوذكس في البلقان وآسيا الصغرى والعرب والمسلمون في المشرق العربي من موجة التعصب العاتية التي اجتاحت أوروبا الكاثوليكية آنذاك!. حيث انطلقت أولى حملات الفرنجة الصليبيين براً من فرنسا وبريطانيا وألمانيا, وقد ضمت تحت لوائها(الصليب) فقراء أوروبا ومجرميها من لصوص وقطاع طرق ومشردين, جمعهم حلم الثراء في بلاد الشرق الساحرة, وقد سلكت هذه العصابات( وهو الوصف الأدق لها) وهي التي أطلق عليها العرب المسلمون اسم( حملات الفرنجة) , والتي عرفت فيما بعد من قبل المؤرخين الغربيين باسم( الحملات الصليبية) , سلكت هذه العصابات طريقاً برياً امتد من فرنسا غرباً إلى الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط, طريقاً كان مرصعاً بالقرى المحترقة والقتلى والجرحى والخراب والدمار, ولم تسلم منهم حتى بيزنطة المسيحية ولا أوروبا الشرقية الأورثوذوكسية, كدليل على أنّ جيش(الرّب) – وهو الاسم الذي اطلقته الكنيسة عليهم- قد مرّ من هنا, حيث قامت تلك العصابات بأعمال عنف دموية خرقاء عانت منها كل الشعوب التي مروا خلال أراضيها. لقد افتقد جيش (الرّب ) الحس الإنساني, لأنّه وببساطة, لم يكن جيشاً بالمفهوم العسكري من جهة, ومن جهة أخرى لم يكن للرّب جل علاه, أية علاقة به من قريب أو بعيد, مثله كمثل جحافل التتار والمغول التي اكتسحت المنطقة العربية الاسلامية من خاصرتها الشرقية, كلاهما لم يكن يعرف سوى لغة واحدة هي: ( القتل والتدمير والسلب والنهب). إنّه لمصاب جلل رزيء به العرب والمسلمون, وفاجعة استدرت عصي الدمع وأثارت لواعج الحزن والشجن. إلاّ أنّ هزيمة الأمة لم تكن أكثر من هزيمة عسكرية في السلاح والبنى التحتية, ولم تكن هزيمة في الهوية والحضارة, وبعبارة أدق فإنّ نفوس أبناء الأمة لم تخضع وإن خضعت الأبدان, ولا أريد للتعجب أن يأخذنا بعيداً من هذا النموذج , فما حدث لم يكن نسجاً من الخيال ولا اسطورة كتبت ولا حالة نادرة في تاريخ الأمم, فلدينا في العصر الحديث الذي نعيش أحداثه صباح مساء العديد من الأمثلة الصارخة على هجمات الفرنجة والتتار الجدد, بدءاً من أفغانستان شرقاً مروراً بالعراق وفلسطين وصولاً إلى ليبيا غرباً. لقد أراد الفرنجة الجدد أن يكونوا القوة العظمى التي لا قبل لأحد في مواجهتها, إلاّ أنّ شعوب الأمة أثبتت للعالم أجمع أنّ الحق يعلو ولا يعلى عليه!. ثمة أمل تشع به شرارات صغيرة هنا وهناك, أمل يزداد توهجاً يوماً بعد يوم, أمل ينبعث من بين ركام الدمار والخراب الذي تعيشه مجتمعاتنا على اختلاف شرائحها, أمل تنبأ لنا به شاعر القرن العشرين, الذي سبق عصره بقرن من الزمن, ( أبو القاسم الشابي) الذي امتزجت اشعاره بدماء الشباب وسارت في عروقهم: إذا الشعب يوماً أراد الحياة ........ فلا بد أن يستجيب القدر ومن يتهيب صعود الجبال ........ يعش أبد الدهر بين الحفر إنّ أمة سلاحها قوة إيمانها وتجذرها في عمق التاريخ, لقادرة على الوقوف في وجه جحافل التتار والفرنجة الجدد. _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu