المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب قصة قصيرة، حكايات طبية - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
(13)حكايات الحاج مصطفى سراج (صناعة النجاح)
د. عمر فوزي نجاري
(13)حكايات الحاج مصطفى سراج (صناعة النجاح) الحاج مصطفى سراج، التاجر الأول، بل شيخ تجار اللاذقية في زمانه، امتاز بأفكاره الثاقبة و رؤيته الخلاقة وبحسن اختياره للأفكار المبدعة، وبقدرته على جعل إبداعاته الفكرية صالحة للتطبيق على أرض الواقع مهما صعُبت التحديات!. اشتُهر الحاج (مصطفى سراج) في مجال تجارة البناء وتجارة المال قبان، وقد وصل ذروة نجاحه التجاري مع مطلع سبعينيات القرن العشرين الماضي. ومع استمرار نجاحه كان طموحه يتجه إلى مجال الصناعة!. نعم الصناعة، وهي المجال الذي كثيراً ما يحسب له كبار رجال الأعمال حسابات خاصة، ذلك أنّ أي مشروع صناعي لكي ينجح لا بد له من دراسة مقومات النجاح والتأكد من توفرها... و إلاّ حدثت الكارثة وانهار المشروع وأفلس رجل الأعمال.. إذ لا بد لكل مشروع صناعي من مكان لإنجازه ومن رصد أموال طائلة لتغطية نفقاته وتكاليفه.. أمّا بالنسبة لرجل كالحاج مصطفى سراج فالأمر مختلف، فمشاريعه دوماً اقتصادية وبأقل تكلفة وهي تصبُّ دائماً في مصلحة الوطن والمواطن وبأقل تكلفة ممكنة!.. كان شعار الحاج مصطفى سراج دوماً (العمل والفكر الخلاق هما اللذان يبنيان العز والنجاح). كان تفكيره الدائم بسلوك طريق الصناعة قد أكل من حشاشة قلبه، ذلك أنه كان يخطط لإنجازه بأقل كلفة ممكنة، كي يحقق أقوى منافسة في السوق بأقل الأسعار وأعلى نسبة أرباح!.. في سبعينيات القرن الماضي عانت السوق السورية من أزمة في المواد الغذائية المصنعة المستوردة وعلى رأسها مادة (السمنة). يومها كان الحاج مصطفى سراج يمتلك متجراً في شارع هنانو لتجارة المواد الغذائية على اختلاف أنواعها.. وكانت مادة (السمنة) عقدة العقد وأزمة الأزمات، توفرها ضئيل و لا تكفي حاجة السوق، وكانت مرتفعة الأسعار مقارنة بالمواد الأخرى.. وكان عليه أن يجد حلاً!.. في مستودعاته كانت مادة الزبدة متوفرة بكميات كبيرة وبأسعار زهيدة، وكان الطلب عليها شبه معدوم!!. بعد طول تفكير وتمحيص ودراسة، قرر الحاج مصطفى سراج الانطلاق في مجال الصناعة، صناعة السمنة، بغية توفير هذه المادة لأبناء بلدته، وقد توصل إلى الحل الأمثل لمشروعه الصناعي من خلال الأفكار التالية: 1- قيمة أرض المصنع المزمع إنشاؤه صفر. 2- قيمة المنشأة وتكاليفها صفر. 3- أجور العمال صفر. 4- تكلفة المواد الأولية: زهيدة، بسبب توفرها في مستودعاته!. وبالتالي فالمشروع في حال إنجازه سيكون ناجحاً 100%. في مستودعاته كانت لديه كمية كبيرة من الزبدة المعبأة في علب كرتونية ضخمة وكان الطلب عليها شبه معدوم!. إذن فالمادة الأولية متوفرة و رخيصة الثمن!. أما أرض المصنع والمنشأة فكانت منزله الخاص حيث كان يقيم!. وأما العمال، فلم يكن لديه سوى عامل واحد، عامل قاسمه العمل ووقف إلى جانبه في طريق النجاح .. إنّها زوجته التي اثبتت إخلاصها و وفاءها له. كانت كرتونات الزبدة الضخمة تُحمّل على الطنابر وتُنقَل من مستودعاته إلى منزله، حيث تقوم زوجته بوضعها في طناجر كبيرة عملاقة لتذويبها بالتسخين ومن ثمّ تُعاد تعبئتها في علب من التك صُنعت خصيصاً لهذا الغرض ومن ثم تُعاد ثانية إلى المتجر حيث تباع بأسعار منافسة ومقبولة للمواطنين!.. فكرة بسيطة حلت مشكلة توفر مادة (السمنة) في المدينة وحققت لصاحبها أرباحاً طائلة!. إنّه أول عمل صناعي ناجح للحاج مصطفى سراج، لمثله تُرفع القبعات احتراماً وتقديراً !. وا حرّ قلباه على تلكم الأيام، لقد حزّ في النفس رحيله عنا وكان له في القلب غصة لا تريم. _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
تعليقــــات ( عــددها - 1 - ) ...
1 - رحم الله تلك الايام
د. لؤي خدام / فرنسا / Sat, 25 Jul 2015 15:58:29
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu