المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
روائع نزار قباني
قصص اطباء عانوا من نظام الاسد
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب في رثاء الراحلين - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
في رثاء الحاج محمد نظام الدين ساعي
د عمر فوزي نجاري
في رثاء الحاج محمد نظام الدين ساعي إنني إذ أُجِلُ نفسي أن أُلْصِقَ بهِ ما ليس فيه، أراني هنا وأنا أتحدث عن ذكريات زمان مضى وعن صلتي بأخٍ كريمٍ انتقل إلى دار الآخرة وأصبح ليس في مستطاعه أن يبين زيف ما أتحدث به عنه إن كان فيه زيف، وهذا ليس من عادتي عندما أذكر إخواني وأحبابي وأصحابي، معرفتي به قديمة تعود إلى ثمانينات القرن العشرين، مع ولادة ابنه البكر (طارق) بعملية قيصرية في مشفى بحرو الجراحي في اللاذقية، وكان اختياره لي كطبيب أطفال للإشراف على صحة مولوده البكر، ومنذ ذلك الوقت انضم إلى قائمة المقربين لصحبتي، وهو صاحب الابتسامة الممزوجة بحلو الكلام ونقاوة السريرة وطيب الطوية، ابتسامة تتفتح لها مغاليق القلوب ميّزته عن باقي من عرفت من الصحاب، لقاءات مبعثرة جمعتني وإياه فيها مناسبات عائلية أغلبها في منزل شقيقه الأكبر الأستاذ هشام ساعي -أطال الله في عمره وأمدّه بالصحة والعافية- لقاءات كان له فيها أحاديث شائقة في الثقافة والفن والتجارة، إذ كان ممن يقرأ بنهم، ويتابع كل جديد عن كثب، أحاديث تضفي على مستمعيه طاقات إيجابية لما تحدثه من تغيير إيجابي في نفوسهم، وليس ذلك بمستغربٍ عنه فهو ابن الشاعرة المعروفة (فاطمة حداد) وربيب بيت علم وأدب، وها نحن مع بدايات العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، وقد هرب الزمان منّا ضاحكاً، أُراجع ما أعرفه عنه من أعمال خيرٍ قد لا يعرفها أقرب المقربين إليه، فقد عاش حياته يتصدق ويتبرع للفقراء والمساكين، وكنت على تواصل دائم معه عندما كنت رئيساً لمجلس إدارة جمعية خيرية، إذ لطالما كان يساهم بشكل خفي -لثواب صدقة السر- في دعم الأنشطة الخيرية للجمعية، وكان يسارع إلى تقديم يد العون سواء أطُلِبَ منه ذلك أم لم يُطلب، إذ لم يكن مُرائياً في عمله، ولم يبغِ من وراء ذلك سوى وجه الله -جعلها الله في صحائف أعماله-، هو لم يكن ممن يتحدث عن نفسه ومسيرة نجاحه في الحياة بريش الطاووس، بل كان متواضعاً حتى في ملبسه وفي تعامله مع الآخرين، فازداد احترام الآخرين له وعلت مكانته في قلوبهم، كان من عادته احتواء كل جديد في عالم السوق، بدأ في صناعة الغسالات المنزلية الآلية، ولعّل ما حداه وحثه على السير في هذا الطريق تأثره بشقيقه المبدع في كل مجال ورائد صناعة الالكترونيات في سورية الأستاذ هشام ساعي، وانتهى به المآل إلى صناعة الأحذية والاتجار بها (أحذية دو ره مي)، في آخر لقاء جمعني وإياه قبل شهر من وفاته تقريباً، وكانت فوضى الأسعار حديث الناس وقتها، وما حلّ بالأمة من بلاء وغلاء، فما كان منه إلاّ أن أسرّ لي بأنّه قد ضرب بفوضى الأسعار عُرضَ الحائط وأنّه لا يبيع إلاّ ما يمليه عليه ضميره و وازعه الديني، وأنّه مستمر في البيع بالسعر المعتاد ولن يرفع الأسعار، وأنّه يشعر ويلمس أنّ الله يبارك له في بيعه ورزقه، وأنّه يفخر بانتمائه إلى الحضارة التي تعتمد قول: (ليس منّا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم)، ميزتان امتاز بهما نظام الدين وميزتا مسيرته في الحياة: الأولى هي طيبته الزائدة والثانية هي صدقه في تعامله مع الآخرين، يوم الأربعاء المصادف 29 كانون ثاني 2020م، الموافق للرابع من جمادى الآخرة 1441هـ، أدينا الصلاة عليه عقب صلاة العصر في جامع الزوزو، و واريناه الثرى في مقبرة الروضة، إن العين لتدمع وإنّ القلب ليحزن وإنّا على فراقك يا نظام لمحزونون، ولا نقول إلاّ ما يرضي الله، إنّا لله وإنّا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلاّ بالله،
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu