المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب في رثاء الراحلين - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
في رثاء الأستاذ الفاضل اسامة محمد سهل عقدة
د. عمر فوزي نجاري
في رثاء الأستاذ الفاضل اسامة محمد سهل عقدة في منصرف يوم الخميس, في العشرين مضين من شهر شباط لعام2014م, الموافق لعشرين خلين من ربيع الآخر لعام 1435هـ, قرأت نعيه ببالغ التأثر والأسى, إنّه الفاضل المرحوم-بإذن الله- الأستاذ أسامة محمد سهل عقدة, هو الأديب والإنسان, وصاحب أروع أسلوب في المحادثة والحوار, فكلماته على الدوام كانت طيبات كالمطر اينما حلّت أخصبت, لو كان مثله أخلاقاً وتهذيباً يُشترى بالمال, لتغالى الناس في ثمنه. من رآه قُرّت عيناه برؤيته, ومن سمعه لساناً ينطق عسلاً, و روحاً تكاد تملأ الجو مرحاً وبهجة و سروراً, ما أكثر علمه و ما أقلّ كلامه!. أدرك بروحه المرحة وفكره النيّر حقيقة الحياة و جوهرها وأنّ المحبة خير ما فيها. كان صديقاً لا يُستغنى عنه و أخاً وفياً قلَّ مثيله. من بين جميع أقرانه, كان صاحبُ أكبر نصيب من التفاؤل والابتسام, و بوجهه الوضّاء النيّر تجلّت على الدوام ابتسامته المعهودة المميزة, وبكلامه السلس العذب سحرَ مستمعيه وأخذ بألبابهم. كان طيب القلب, خاشعاً ليناً, يذوب رقةً وعطفاً و حناناً, واستجابته للآخرين كانت ودية على الدوام, إذ لطالما حملت كلماته محبة الآخرين والخير لهم أجمعين, و لا أدل على ذلك من محبة الناس له. كلُّ من رأى نُبْلَ أخلاقه دخل في حقل صداقته, إذ كان دائماً محط ثناء حيثما ذكر, على اختلاف الأمكنة والأزمنة التي ذُكِرَ فيها, و لم تجتمع كلمة اصدقائه على أمرٍ كما اجتمعت على محبته والثناء عليه, فالجميع مُعترفٌ بفضله و علمه و أدبهِ. على مدى فترة حياته الخصبة عطاءً, عاهد نفسه على ألاّ يجدَ من هو بحاجته من معارفه أو غيرهم إلاّ و قدّمَ له يد العون, و علمّهُ مما تفضّل الله به عليه من العلم و المعرفة, فجهوده في تعليم اللغة العربية و قواعدها لا ينكرها جاحد. نظرته الفلسفية للحياة تقول: بأن الانتصار لا يكون إلاّ بالعلم, و من هنا كانت انطلاقته لتلقين معارف اللغة العربية و كنوزها. يوماً بعد يوم ازداد يقيناً بمدى محبة الناس له, و مدى محبة الله له, أليست محبة الناس من محبة الله!. كلماته-رحمه الله- ورود في بستان سقاها بماء زلال أُجاج, و ابتسامته لم تكن لتفارق ثغره, فهي أشبه بالفجر الطروب. رحمك الله يا أستاذ أسامة, كنت على الدوام الأخ والمعلم والصديق. إنّ العين لتدمع و إنّ القلب ليخشع و إنّا على فراقك يا اسامة لمحزونون. في ذمة الله وحفظه, رحمك الله واسكنك فسيح جنانه. الدكتور عمر فوزي نجاري
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu