المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
روائع نزار قباني
قصص اطباء عانوا من نظام الاسد
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب أقلام حرة - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
شباب يقود و لا يقاد
الدكتور عمر فوزي نجاري
الدكتور عمر فوزي نجاري شباب يقود و لا يقاد في الماضي و حتى القريب, كان للقوة البدنية دورها في الهيمنة على صنع القرار, وفي توطيد سياسة الأمر الواقع, وكان الأقل معرفة والأقل تمدناً وحضارة قادر بقوته الجسدية على من هو أكثر منه علماً وتمدناً وحضارة, ولعّل اكتساح المغول للعالم الإسلامي, أفضل مثال على ذلك؟!. أمّا اليوم, وهو ليس يوم الأمس القريب, فإنّ الموازين قد تبدلت مع ظهور المنظومات الرقمية وارتباطها بإدارة المعلومات, مما سمح بتحرير البشر من وصايات مثقفي السلطة والإدارات السلطوية البيروقراطية. لقد أتاح الحاسوب, من خلال تواصله مع الشبكة العنكبوتية, الفرصة لشريحة الشباب المثقف المهمش, أن تكون ذا دور فعال في عملية التكوين والحراك المجتمعي, وبالتالي سهّل لها عملية تشغيل عقلها وتنمية قدراتها دون وصاية مباشرة من أصحاب القرار في البلدان التي تنتمي إليها, فكان للشبكة العنكبوتية دور المقصي لرقابة السلطة على المجتمع, والباعث للتفكير النقدي الحر والمستقل. وأضحى المواطن هو بوصلة نفسه, يتعلم ما يشاء متى يشاء وكيف يشاء, وبالتالي لم يعد انتاج المعارف والمعلومات والأفكار والأخبار حكراً على الجامعات ومراكز الأبحاث والصحافة ووسائل الإعلام. إنّ عطاءات شباب الأمة ترتبط إلى حد بعيد مع إمكاناتهم المميزة, ومع درجة ثقتهم بأنفسهم ومع مقدرتهم في التعبير عن قدراتهم وبلورتها بالشكل المناسب, و لا يتم هذا إلاّ من خلال مقدرتهم على التواصل عبر الشبكة العنكبوتية, هذه الشبكة التي اضطلعت بمسئولية انفتاح جيل الشباب بعضه على بعض سواء على المستوى المجتمعي المحلي أو حتى على مستوى العالم بأسره, فكان لها الدور الأبرز في تكوين الفكر العام والرأي العام , وبالتالي المساهمة في تحديد مستقبل الأجيال الشابة والأمم القائمة حالياً. إنّ ما يحدث الآن في عالمنا أشبه ما يكون بنبات حديث عهد الغرس, يحتاج لرعاية وعناية وسقاية, وهذا لا يتم إلاّ عبر التواصل الفعال مع تلك الشريحة التي باتت تقود و لاتقاد, وذلك من خلال إفساح الفرصة لها لحل المشكلات المختلفة التي تواجهها, وإفساح المجال لها لتعبر عما في كينونتها, وإشعارها بقيمة ما تقدمه للمجتمع من أفكار وحلول مهما كانت تلك الأفكار والحلول ضئيلة في نظر من بيده اليوم الحل والربط. إنّ التعامل مع شريحة شباب العصر فنُ افتقدته الأنظمة والدول المعاصرة, مما ساهم في اتساع الهوة القائمة بينهما, وهو فنُ يختلف من مجتمع إلى آخر, ذلك أنّ لكل مجتمع خصوصيته, فما يتناسب مع مجتمع دول أوروبا الشرقية, قد لا يتناسب مع المجتمع العربي, وبالتالي فإنّ اللجوء إلى تطبيق ما لا يناسب مجتمع ما في زمن ما في مكان ما, سيؤدي حتماً إلى خسائر أكثر بكثير مما هو متوقع, ذلك أنّ تطبيق أي حل لا ينبع من ذات متطلبات ذلك المجتمع ولا يستلهم تاريخه وماضيه وحاضره ورؤاه المستقبلية, سيكون عاجزاً عن التعبير عن حاجات ذلك المجتمع وتطلعاته!. واختم قولي ببيت شعر يقول: يجري الزمان ..فمن لم يجر مستبقاً = = = أمامه سحقته أرجل الزمن فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu