النصف السفلي من الجهاز التناسلي يضم عدد كبير من الكائنات الحيوية الدقيقة التي تعيش بتوازن بحين أن القسم العلوي، أي جوف الرحم و البوقين هو وسط عقيم من أي عنصر غريب.
يعيش بالمهبل العديد من الكائتات المجهرية بشكل متعايش. عندما يختل هذه التعايش أو عندما يصاب الجهاز السفلي بعناصر ممرضة يحصل التهاب الجهاز السفلي و قد فضلناه بموضوع خاص >> >> الامراض الانتانية التي تصيب الجهاز التناسلي السفلي
و و بالمقابل فأن أي مكون "كائن" حيوي، سواء أكان جرثومة، أو طفيلي، أو فيروسة، يعثر عليه بالجزء العلوي، من جوف الرحم و ما فوق فهو عنصر مرضي، و يشير إلى حالة مرضية تسمى أنتان الجهاز التناسلي العلوي.
قد يكون هذا الالتهاب الانتاني على مستويات
= التهاب عنق الرحم
= التهاب بطانة الرحم
= التهاب الملحقات، عندما يصاب البوقين.
= و عندما يصل العامل المسبب إلى جوف البطن، تسمى الحالة التهاب بيرتوان.
انتشار الخمج الجرثومي La propagation de l’infection
ينتقل العنصر المسبب إلى الجهاز العلوي بعدة طرق:
= عن الطريق النازل، أي أن الجراثيم و العناصر الأخرى المسببة للخمج تأتي من بؤرة مجاورة، سواء أكانت هذه العناصر الممرضة موجودة بشكل متعايش بالجهاز الهضمي المجاور، أو من بؤرة مرضية أخرى مجاورة حيث ينتقل المرض بالتلامس، أو قد تكون بعيدة و يحصل انتشار المرض عن الطريق الدموي.
=عن الطريق الصاعد من المهبل، عندما يكسر الحاجر الطبيعي الذي يشكله عنق الرحم و مخاطه. و بشكل خاص عندما يضطرب التوازن الحيوي المتعايش بالمهبل مسببا التهاب الفرج و المهبل.
من الأمور التي تؤهب لهذا الصعود:
ـ الحمل: حيث أن خروج محصول الحمل أثناء الإجهاض أو الولادة يكسر من الحاجر الطبيعي الذي يحمي الجهاز العلوي. كما أن الحمل يبدل من التعايش الحيوي بالمهبل، نتيجة تبدل المفرزات المهبلية أثناء الحمل.
ـ مختلف الظروف التي تبدل من التعايش الحيوي بالمهبل، تؤهب أيضا لصعود الجراثيم و العناصر الممرضة الأخرى إلى الجهاز العلوي. على سبيل المثال:
+ العلاجات الدوائية: مثل المضادات الحيوية و موانع الحمل و الأدوية الهرمونية الأخرى
+ الاضرابات الهرمونية و اختلال التوازن الهرموني
+ حالات ضعف مناعة الجسم نتيجة أمراض مشاركة أخرى.
- الأورام و الألياف: فالنسيج الورمي قد يكون مأوى للتطور الجرثومي، و ليفة الرحم قد تتنخر.
- عدم او سوء العناية الصحية
- التداخل الطبي الذي يخترق عنق الرحم، مثل تركيب اللولب المانع للحمل، أو الفحوصات الشعاعية التي تتطلب حقن المادة الظليلة ضمن جوف الرحم. الولادة و الأجهاض و عمليات تجريف الرحم
ـ العدوى عن الطريق الجنسي
وبائيات خمج الجهاز العلوي Epidémiologie
• تشير الإحصائيات الفرنسية إلى انه يسجل ما يقارب 220 ألف حالة التهاب ملحقات سنويا
• - يقدر أن ما يقارب 15 إلى 30% من حالات التهاب الملحقات تسبب عقم أو ضعف خصوبة
• - 55% من الحالات تحصل عند النساء الشابات قبل سن الـ 25 سنة
أسباب تفاقم عدد حالات التهاب الجهاز التناسلي العلوي:Les causes de cet accroissement
- زيادة معدلات انتشار الأمراض المعدية جنسيا.
- بدأ الحياة الجنسية بشكل باكر
- تعدد الشركاء الجنسيين.
- عدم أو قلة الاعتناء بالظروف الصحية.
– - جرثومة السيلان Gonocoque
و هي تشكل 20% من الحالات المهمة
– جرثومة الكلاميديا Chlamydiae:
و تشكل 40% من الحالات. تمتاز هذه الإصابة بأنه قد تخلّف عواقب وخيمة مثل انسداد البوقين المسبب للعقم. كما تمتاز أيضا بأنها قد تتطور دون أن تعطي أعراض ملحوظة.
• الجراثيم الانتهازية Germes opportunistes التي قد تتواجد بشكل متعايش بالمهبل، أو قد تكون السيدة حامل صحيح للمرض دون أعراض. من بين هذه الجراثيم الانتهازية مثلا:
streptocoques
staphylocoques
entérobactéries
.... و غيرها
• الميكوبلاسم، و قد افردنا له موضوع خاص >> >الميكوبلاسم>, Mycoplasme
• جرثومة السل tuberculose، و غالبا ما يكون الانتقال عن الطريق الدموي
الأعراض و التشخيص
• الألم الحوضي :Douleur pelvienne
و هو عرض متنوع جدا:
- قد يكون شديدا أو طفيفا، أو حتى غائب ببعض الحالات
- قد يترافق مع دفاع بطني. و بشكل خاص عندما يمتد إلى البريتوان
- وحيد أو ثنائي الجانب
- يمتد الألم و ينتشر نحو الفخذين، أو الأعضاء التناسلية الخارجية، أو إلى الخصرين.
يمتاز هذا الألم بأنه قابل للإثارة لدى تحريك الرحم أثناء الفحص السريري.
• متلازمة التهابية متنوعة :Syndrome inflammatoire variable
– حرارة Fièvre
– تسارع بالنبض pouls rapide
– انتفاضات ـ رعشات ـ حرارية frisson
– تبدل الحالة العامة AEG
• ضائعات مهبلية سيئة الرائحة ذات مظهر قيحي Leucorrhées
• نزف و ضائعات دموية متنوعة الشدة، غالبا طفيفية Métrorragies traînantes
• كتلة حوضية Masse pelvienne يمكن الشعور بها أثناء الفحص، و تمتاز بأن تحريكها مؤلم، و قد نشعر بالتصاقها و ثباتها مع الأعضاء المجاورة.
• قد يقتصر الأمر على شعور بتعجن قوام الرتجين الجانبيين empâtement
• أعراض بولية و هضمية تشير إلى تأثر الأعضاء المجاورةSignes urinaires et digestifs
الفحص السريري
• الفحص العام لملاحظة تبدلات الحالة العامة للمريضة:
الحرارة، الضغط، النبض
• فحص البطن لملاحظة اعراض تهيج البريتوان و الدفاع لدى جس الحوض
• فحص الفرج لملاحظة التبدلات التهابية السطحية
• وضع مبعد المهبل spéculum لملاحظة الضائعات المهبلية و إمكانية اخذ عينة جرثومية
• المس المهبلي و ملاحظة ألم الحوض الذي يمكن إثارته بتحريك الرحم أو الضغط عليه
كما يسمح المس المهبلي بالشعور بكتلة أو تعجن بجانبي الرحم
• فحص فتحة التبول.
• المس الشرجي، قد يقدم بعض عناصر التشخيص .
• الفحوصات المتممة Complémentaires
– العينات الجرثوميةPrélèvement bactériologique:
يمكن اخذها من مناطق عديدة حسب التوجه السريري:
فتحة البول
المهبل vagin
عنق الرحم col
و يمكن اخذ عينات خارج الجهاز التناسلي مثل الشرج و الحنجرة، أيضا حسب التوجه السريري. (anus, pharynx).
قد يتطلب الأمر الزرع بأوساط خاصة للبحث عن الجراثيم التي تنمو داخل الخلايا Milieu spécifique pour les germes intracellulaires
عينة من البول و زرع جرثومي ECBU
رزع الدم للتحري عن تجرثم الدم Hémocultures
– الفحوصات المصلية للتحري عن الأمراض التي تنتقل بالعدوى عن طريق الجنس، و عند كل الشركاء الجنسيين sérologies des MST: و بشكل خاص
الزهري Syphilis
التهابات الكبد hépatite
الأيدز، نقص المناعة المكتسبVIH
الكلاميديا Chlamydiae
– الفحصوات الدموية العامة و مشعرات الحالة الالتهابيةNFS, VS, CRP
– التصوير بصدى الأمواج الصوتية Echographie:
يسمح باكتشاف الكتل الحوضية أو انصباب رتج دوغلاس collection pelvienne, épanchement
عملية تنظير البطن La cœlioscopie :الهدف منها
- -- التأكد من التشخيص بفضل المنظر العياني و بالعينات التي تؤخذ للفحص الجرثومي
- -- العلاج بتفجير التجمعات الحوضية و افراغها من القيح.
معطيات الفحص بعملية تنظير البطن
– يظهر البوقين بلون احمر و عليهما ارتكاس التهابي و احتقاني Trompes rouges, inflammatoires, congestives,
– مفرزات قيحية Sécrétions purulentes
– ترسبات ليفية و أغشية كاذبة Exsudat fibreux, fausses membranes
– التصاقات حوضية Adhérences pelviennes
– تجمعات قيحية و خرّاج بالبوقين Collection:pyosalpinx
– امتداد الإصابة إلى المبيضين يعطيهما مظهر التهابي، و قد يلاحظ تطور خراج بالمبيض Ovaires inflammatoires, abcès
كما قد يتوضع التجمع القيحي بين المبيض و البوق و تحدده الالتصاقات البريتوانية
يمكن ملاحظة اللتهاب حول الكبد. péri-hépatite
– الالصاقات بين الكبد و جدار البطن تعطيه مظهر نوعي يميز حالة الخمج بالكلاميديا التي قد تنتقل إلى الكبد
– كما يمكن لتنظير البطن تمييز حالات التهاب البريتوان النسائي المنشئ
– يسمح الفحص بالتأكد من وضع الزائدة الدودية من اجل التشخيص التفريقي Appendice sain
الأشكال السريرية Les Forme cliniques
• توصف حالات من التهاب الملحقات اللا عرضية التي لا تعطي أي تظاهرات ملموسة
• فيما عدى الحالات الحادة الموصوفة أعلاه قد تتطور الحالة بشكل تحت حاد بأعراض طفيفة. و قد تصل إلى حالة ألازمان مع العواقب المعروفة من حالات العقم و الكتل الحوضية و الالتصاقات
• بالغالبية العظمى من الحالات تكون الإصابة ثنائية الجانب، و لكن لا يمنع الأمر من مشاهدة حالات وحيدة الجانب
• قد تتطور الحالة بشكل تقتصر بها الأعراض على النزوف التناسلية métrorragies
التطور Evolution
• عندما لا تعالج الحالة الحادة بشكل صحيح قد تتطور و تنتشر لتتعمم بجوف البطن و تسبب التهاب البريتوان و تتطلب المداخلة الجراحية البطنية
• قد تنفتح التجمعات القيحية على مجرى الدم و تسبب تجرثم الدم أو الخراجات البعيدة
• التطور البطيء قد يسبب على المدى البعيد عواقب نهائية séquelles définitives :تسبب
= عقم و ضعف خصوبة
= ألم حوضي مزمن
= الحمل خارج الرحم نتيجة تبدلات بطانة البوق دون أن ينسد.
• عندما تعالج الحالة بشكل صحيح
غالبا ما يكون التطور ملائم و تعطي المعالجة نتائجها الايجابية
العواقب ممكنة، حتى و لو كانت المعالجة على الطريق الصحيح.
إمكانية النكس ممكنة، إما نتيجة تفعّل التهاب لم يشفى جيدا أو نتيجة عدوى جديدة.
العلاج الدوائي Traitement Médicale:
انتي بيوتيك، حسب التوجه السريري أو الزرع الجرثومي، و لا بأس من مشاركة عدة عقاقير لكي تكون التغطية الدوائية واسعة. و استنادا الى شدة الحالة، ينصح أحيانا بإعطاء العلاج عن طريق الوريد
مضادات الالتهاب
مسكنات الألم
موانع الحمل، أو الأدوية الموقفة لعمل المبيض بحال كون الإصابة تشارك كيسات وظيفية بالمبيض.
نؤكد على ضرورة معالجة الشريك أو الشركاء الجنسيين.
العلاج الجراحي Chirurgicale:
يقترح إما بالتنظير أو عن طريق فتح البطن laparotomie ou cœlioscopie
الخيار يتم بعد تقدير الحالة السريرية.
لا ينصح به بشكل روتيني. غالبية الحالات التي يمر بها الخمج بشكل طفيف، تكفي المعالجة الدوائية. و لن يقدم العلاج الجراحي معلومات أخرى سوى تأكيد التشخيص.
استطباب العلاج الجراحي يقتصر على الحالات الحادة مع ارتكاس بيرتوان، أو التي يشاهد بها تجمعات قيحية بالبوق أو كتل تشير لتطور خراج حوضي.
قد تبرز استطبابات لعمل الجراحي على المدى البعيد إن شكيت المرضية من العواقب المذكورة أعلاه: عقم، ألام و أعراض حوضية أو هضمية أخرى.