المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
روائع نزار قباني
قصص اطباء عانوا من نظام الاسد
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب أقلام حرة - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
خبيء سوأتك
الدكتور عمر فوزي نجاري
الدكتور عمر فوزي نجاري خبيء سوأتك الإنسان يتعلم بعينيه ثم بأذنيه ليبدأ تكوينه العقلي والحضاري , وليبدأ بعدها بالنطق, والنطق في موضعه من أشرف الخصال , وكما يقول المتنبي : وليس يصح في الأذهان شيء .............. إذا احتاج النهار إلى دليل ونهارنا اليوم , قصة رجل يملك صبر جمل , سار طواعية في درب مقذذ للنظر, فلنقرأ قصته: بشاربه الضخم الذي لا يناسب حجمه الضئيل , كان يبدو مضحكاً كمن أصابه مس من الجنون , وعيناه اللامعتان بزرقة ماء البحر , تتحركان في شتى الاتجاهات حركات قلقة تملؤها نظرات مبهمة تبحث عن شيء لا تدري ما هو؟!. هو غير عابس الوجه , ولكنه لا يبتسم !. منظر ملفت للنظر ومثير للتساؤل وباعث على الشك والريبة !. ولكنه سرعان ما يكشف لك عن سّره الدفين , فهو على الرغم من ضآلة جسمه وهزاله وضخامة شاربيه وشيبه , سرعان ما يجلس في ركن منزو من الطريق العام حيث الناس بين رائح وغاد, بين مشاهد ومتصنع لعدم الرؤية, ليتخلص مما كان يثقله ويشغل باله , بعد أن أحسَ وبإلحاح بضرورة قضاء حاجته . بعض رواد الطريق من الرائحين والغادين يغض طرفه عنه حتى يكاد يشعرك بأنّه لا يدري ما يجري حوله , نظرة تسامح نابعة عن عين رضية وإدراك لأمر واقع لا بد منه . وآخرون لا يودون أن يكلفوا أنفسهم عناء النظر إلى حقيقة واقعة , وآخرون ينظرون إليه بعين السخط والاستنكار , يكبرون الصغير , ويضخمون الكبير, لا يولون شاربه الأشيب ولا صوته الغليظ الأجش أية أهمية أو اعتبار أو احترام. لن يأخذنا التعجب بعيداً من هذا النموذج الأمثل , فظاهرة التغوط والتبول في الطرقات والأماكن العامة ليست نسجاً من الخيال ولا أسطورة من الأساطير أو حالة نادرة لا يقاس عليها , بل هي ظاهرة سيئة يمجها الذوق السليم , ويترفع عن أدائها القط الوديع والكلب الشارد الضليل , ذلك أنّ ستر السوأة عند قضاء الحاجة أمر أدركت ضرورته الكائنات على اختلاف أنواعها من قطط وكلاب ...وبشر!؟. وكان بشار بن برد –الشاعر المعروف- قد عرض عليه شعر فلم يعجبه لركاكته, فما كان منه إلاّ أن طلب من منشده أن يخبيء شعره كما يخبيء سوأته. وهو شاعر ضرير لم يسبق له أن رأى سوأة أحد , وذلك لما لعرض السوأة من أثر مقذ للعين وسيء للنفس!. إنّ فكرة بناء المراحيض العامة وتهيئة الأماكن المناسبة لقضاء الحاجات وتكليف من هو قادر على الإشراف عليها وصيانتها وخدمتها فكرة عرفتها البشرية منذ قرابة ألفي عام في عهد الإمبراطور ( فسبازيان ) ..وها نحن الآن في مطلع الألفية الثالثة للميلاد ..فإلى متى سيبقى صاحب الشارب الأشيب الضخم والجسم الهزيل الضئيل جارياً وباحثاً عن مكان يقضي فيه حاجته؟!.
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu