المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب في رثاء الراحلين - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
في رثاء الأستاذ المحامي حاتم سراج
د. عمر فوزي نجاري
في رثاء الأستاذ المحامي حاتم سراج بقلم د عمر فوزي نجاري رحل عن عالمنا أحد أبرز أعلام جيل النصف الثاني من القرن العشرين، وأحد أبرز رموز تلك الحقبة الزمنية، إنّه الأستاذ المحامي حاتم سراج، صاحب العقل المنفتح والفكر النيّر، من كان حقاً شعلة أنارت سماء مدينة اللاذقية، وابتسامة تمشي على قدمين، هكذا هو حياً، وهذا هو قدره بعد الممات، توفي والابتسامة تعلو محيّاه، إذ كانت الابتسامة شعاره دائماً، فكانت عنوان حياته حياً واستمراراً لحياته بعد الممات!. رحلت هذه الابتسامة ورحل معها صاحب القلب الكبير والقامة الممدودة، نعم رحل من كان أباً للجميع ومن كان أخاً وصديقاً ومعلماً ومرشداً وسنداً وعضداً لكل من يمد إليه يده، قريباً كان أم بعيداً، ولكل من طلب منه عوناً أو مساعدة أو رشداً، فما من فرد من أفراد العائلة إلاّ وله عليه أفضال وأفضال، لقد كان بحق لؤلؤة عصره وتاج عائلته وعشيرته، كان كوكباً منيراً في كل مناحي الحياة، بشخصيته المتميزة كان محور جذب لكل معارفه... ومهما حاولنا أن نكتب عن صفاته فلن نستطيع أن نفيه حقه، فكرمه المادي والمعنوي، وبشاشة وجهه وطرافة حديثه كافية لتجعله يتميز عمّن سواه. فكيف إذا ما أضيف لها قيمته ومكانته الاجتماعية والثقافية. كان الأصل في علاقاته مع الآخرين المحبة والمحبة والمحبة ..ثم المسالمة والصفاء والمودة...وما عداه درء للمشاحنات والبغضاء. كان شعاره على الدوام المثل الأمريكي القائل: (إذا لم تأت الفرصة إليك، فالأفضل أن تذهب أنت إليها). درس الأستاذ المحامي حاتم سراج-رحمه الله- الحقوق في جامعة دمشق وتخرج فيها، ثم عمل في سلك المحاماة، فكان مثالاً يحتذى ورائداً في عمله ممّا أهّله ليتبوأ مجلس إدارة نقابة المحامين منذ تأسيسها إذ انتخب نقيباً لها وبقي في مجلس إدارتها لسنوات عديدة. كما واستلم رئاسة الشعبة المسئولة عن حُسن سير انتخابات جمعيات ومنظمات المجتمع المدني والإشراف عليها في مديرية الشئون الاجتماعية والعمل في اللاذقية، كان ذلك مطلع ستينيات وحتى مطلع سبعينيات القرن العشرين المنصرم. شَهِد له كل من عرفه بالنزاهة والأخلاق الحسنة والسمعة الطيبة والسيرة العطرة، ولعّل من سخريات القدر أنّه تركنا ورحل في وقت نحن بأمس الحاجة إلى ابتسامته في زمن عزّت فيه البسمات ومناخ عام مفعم باليأس والإحباط والاكتئاب.. في وقت نحن بأمس الحاجة فيه لحكمته، زمن لم يعد فيه للحكمة والحكماء مكان.!. لطالما سعى إلى الهداية والرشاد ولطالما تجنب ما أمكن المشاحنات والبغضاء والكراهية، وقد كان على الدوام نصيراً للمستضعفين وكسيري الجناح من أبناء المدينة، ساعياً لرفع الضيم والظلم عنهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، هذا ما شَهِد له به القاصي والداني ممن عرفه عن قرب وكثب، إذ كان من أوائل من عمل في سلك المحاماة في اللاذقية، وعلى يديه تتلمذ وتخرج العديد من محامي اللاذقية الأكفاء ممن تشهد لهم المحاكم بنزاهتهم وحُسن سيرتهم. اشتُهِرَ عنه تمسكه بأسباب العدل، وإحسانه لمن يسيء إليه، بإخلاصه و وفائه لأقاربه ومعارفه وجيرانه. منذ نعومة أظفاره بذّ أقرانه، فكان شمساً سطعت في سماء اللاذقية، شمساً جمعت حولها الكواكب والأقمار من أصدقائه ومعجبيه وأحبابه. إذ كان يقود الحركة الطلابية في ثانوية تجهيز البنين متصدراً الحلقات الطلابية والاجتماعات والتظاهرات المناهضة للانتداب الفرنسي. وكان من أوائل من شارك في الحركة الكشفية –الفوج البحري-في اللاذقية منذ أربعينيات القرن العشرين المنصرم. هوية كشافة-أستاذ حاتم سراج-7أيار 1944م-من الداخل وكان في طليعة المجاهدين الذين تطوعوا للقتال في حرب فلسطين عام 1948م. ونظراً لاهتماماته وأنشطته الرياضية المتميزة من خلال نادي الجلاء الرياضي والذي كان هو أحد مؤسسيه، فقد تم تنصيبه أميناً لسر النادي لسنوات عديدة. حاتم سراج-التدريب على السلاح في المقاومة الشعبية18-11-1956م حاتم سراج-المقاومة الشعبية-الوجه الخارجي للهوية-مرحلة الدراسة الجامعية وفي عام 1956م وعلى أثر العدوان الثلاثي على مصر، التحق الأستاذ المحامي حاتم سراج في صفوف المقاومة الشعبية دفاعاً عن أرض العروبة والإسلام. في صبيحة يوم الخميس المصادف للسابع عشر من ذي الحجة عام 1436هـ والموافق للفاتح من تشرين الأول عام 2015م. رحل عن عالمنا الأستاذ المحامي حاتم سراج تاركاً لنا ذكريات جميلة بعطر الياسمين وأملاً كبيراً لن يذبل في نفوسنا، أملاً يحدونا أن نلقاه في جنات النعيم بعد أن أكرمه الله بحُسن الخاتمة. فقد أدّت جموع غفيرة صلاة الجنازة عليه في جامع العجان عقب صلاة عصر ذلك اليوم، ثم وُريَ الثرى في مقبرة العائلة في الشيخ ضاهر حيث أُنزِلَ في مثواه الطاهر والذي ضمه مع المرحوم عمه الشيخ حسن سراج-رحمهما الله-. رحمك الله يا أبا حسن، رحمك الله يا أستاذ حاتم، رحمك الله أيّها الخال الغالي على قلوب الجميع... إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول و لا قوة إلاّ بالله. الأستاذ حاتم سراج -اجتماع في مديرية الشئون الاجتماعية والعمل مع الوزير- كانون أول1962م-المصور بابازيان انتخابات مجلس إدارة مخلصي البضائع في اللاذقية-كانون ثاني 1963م- الأستاذ حاتم سراج في وسط صدر الصورة حاتم سراج في أرض الملعب العسكري(الدندانة)مقابل مديرية الزراعة حالياً-5تموز 1947م حاتم محمد سراج وعلى يساره طالبين من اللاذقية ممن تطوع للقتال في حرب فلسطين-8تموز1948م زيارة رئيس الوزارة خالد بيك العظم لمديرية الشئون الاجتماعية والعمل في اللاذقية 15-12-1962م ويظهر الاستاذ حاتم سراج وإلى يساره فؤاد سابق _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
10/10/2015
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu